الثلاثاء، 5 مايو 2015

الفوائد التربوية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم "سورة البقرة "




 




                                                                                                       
الفوائد التربوية
المستنبطةمن أمثال القرآن الكريم
"سورة البقرة "

واجب متطلب
لمادة الدراسات التربوية عند علماء المسلمين
لمرحلة الماجيستير
الفصل الدراسي الثاني لعام -1436هـ


إعداد الطالب :
مختار إدريس جبيا

إشراف :
فضيلة الدكتور عيد الجهني
(حفظه الله)


بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(1).
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}(2).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}(3).
أما بعد:
   فإن الأمثال في القرآن الكريم لها أهميتها وثمرتها العظيمة، وإن أبرز تلك الثمرات والفوائد هي التفكر والتدبر والتعقل الذي يعيد للإنسان رشده وصوابه، ويؤوب إلى ربه مسلماً متوجهاً بقلبه ووجهه إليه..
  يتناول الباحث في هذه الدراس موضوع ضرب المثل في القرآن الكريم , هادفا إلى استنباط الدلالات التربوية التي تمكن في الأمثال القرآنية والتي تهدف إلى تربية الإنسان تربية عقلية ,وأخلاقية , واجتماعية سليمة قويمة بعيدة عن الزلل معافية عن الرذائل .
وأمثال القرآن الكريم مظهر من أهم مظاهر بلاغته واعجازه ودقة تصويره الفني وسحر أسلوبه , فهي قد سحرت العرب مؤمنهم وكافرهم , وبانت حلاوتها وظهرت طلاوتها لعامتهم وخاصتهم , وبان تأثيرها فيهم .
وسيتم دراسة هذا الموضوع على النحو الآآتيي :



أهـمـيـة البـحـث
تتضح أهمية الدراسة من أهمية الموضوعها ذاته , فهي إلى الكشف عن الفوائد التربوية من ضرب الأمثال المذكور في سورة عظيمة وسور القرآن كله عظيمة , وهذه السورة إحتوت على كثير من الأساليب والفوائد الكثير من الأمثال ولذا فان دراسة هذه السورة من ناحية تربوية له أهمية بحثية وعلمية كبيرة .
وإن موضوع الأمثال في القرآن الكريم في جانب التربوي من أهم الموضوعات في القرآنية التي ينبغي أن تنال إهتمام الباحثين وغاية الدارسين .
لما فيها من دور كبير في تخقيق الهدف الأم من نزول القرآن , وتنطلق أهمية هذا البحث من الاعتبارات التالية :
(1)    لكونه يبرز الفوائد التربوية من ضرب الأمثال المذكور في (سورة البقرة )، و التي تمثل لبنة عظيمة في بناء التربية الإسلامية و بيان تطبيقاتها في واقعنا التربوي المعاصر  .
(2)   لأنه يسعى إلى بناء الفكر التربوي في المجتمع الإسلامي وفق مبادئ تربوية مستنبطة من من الأمثال في القرآن الكريم.
(3)   لأنها تسعى للإسهام في المزيد من التأصيل و التعميق و الإثراء للمنهج التربوي ، على نحو يزيد ذلك المنهج قوة و تأثيراً و أصالةً ، و يحد من تأثيرات التيارات التربوية و الفكرية و الثقافية الوافدة .
(4)   كما تستمد هذه الدراسة أهميتها باعتبارها استجابة لما أوصت به بعض الرسائل العلمية في مجال التربية الإسلامية باستنباط الفوائد التربوية و التوجيهات التربوية من الآيات القرآنية
تناولها الأمثال في القرآن الكريم كأسلوب من أساليب التربية القرآنية المؤثرة في تربية نفس الإنسانية .
محاولتها الكشف عن الفوائد التربوية التي يمكن أن تتضمنها أمثال القرآن الكريم .
محاولتها الكشف عن الفوائد التربوية التي يمكن أن تسهم في بناء كل جانب من جوانب الشخصية الانسانية وفي تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التربوية والتعليمية .
أهـــداف البـــحـــث
يهدف هذا البحث إلى ما يلي :
    1 - الكشف عن الفوائد التربية العقلية التي يمكن أن تتضمنها  أمثال القرآن الكريم ؟
   2 -  الكشف عن الفوائد التربية الأخلاقية  التي يمكن أن تتضمنها  أمثال القرآن الكريم .
   3 -  الكشف عن الفوائد التربية الاجتماعية التي يمكن أن تتضمنها  أمثال القرآن الكريم .
   4 -  الكشف عن الفوائد التربية القلبية التي يمكن أن تتضمنها  أمثال القرآن الكريم
   5 -  الكشف عن الفوائد التربية الجمالية  التي يمكن أن تتضمنها  أمثال القرآن الكريم .
    6 - الكشف عن الفوائد التربية النفسية التي يمكن أن تتضمنها  أمثال القرآن الكريم .
تساؤلات البـــحـــث
 تحاول هذه الدراسة الإجابة عن الأسئل الستة التالية :
يتمثل التساؤل الرئيس لهذا البحث  :
؟  س : ما الفوائد التربوية المستنبطة من الأمثال  القرآن الكريم
          و يتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية :
السؤال  الأول :ما الفوائد التربوية العقلية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم ؟  
السؤال الثاني :ما الفوائد التربوية القلبية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم ؟
السؤال الثالث :ما الفوائد التربوية النفسية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم ؟
السؤال الرابع :ما الفوائد التربوية الجمالية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم ؟
السؤال الخامس:ما الفوائد التربوية الأخلاقية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم؟
السؤال السادس :ما الفوائد التربوية الأجتماعية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم؟
حــــدود البـــحـــث
          يعنى هذا البحث ببيان الفوائد التربوية التي اشتملت عليها الأمثال الموجودة من ضرب الأمثال المذكور في (سورة البقرة ) .
1 . أنها اقتصرت على دراسة الأمثال التي ضربها القرآن الكريم في سورة البقرة .
2 . اقتصرت على استنباط الفوائد التربوية العقلية , والقلبية و والنفسية , والجمالية , والأخلاقية , والإجتماعية .
مـنــهــج البـــحـــث
          يقوم هذا البحث على استخدام المنهج الاستنباطي : وهو " المنهج الذي يقوم من خلاله الباحث ببذل أقصى جهد عقلي و نفسي عند دراسة النصوص بهدف استخراج مبادئ تربوية مدعمه بالأدلة الواضحة "  .
          و قد قام الباحث من خلال هذا المنهج باستنباط و تحليل و شرح  الفوائد التربوية من ضرب الأمثال المذكور في (سورة البقرة ) ، و الاستعانة في ذلك بكتب التفاسير ومعاجم اللغة وأقوال العلماء في ذلك من السلف و الخلف .
الدراســــات الســابقة
بعد البحث و التقصي و التنقيب لم يصل الباحث إلى أي دراسة قامت بتناول موضوع بحثه
و الممثل في (الفوائد التربوية من ضرب الأمثال المذكور في "سورة البقرة ")
إلا أن هناك عدد من دراسات أخرى تناولت بعض المضامين التي تناولها الباحث في بحثه
وفيما يلي أهم تلك الدراسات و البحوث العلمية :
ومنها : الدلالات التربوية في أمثال القرآن الكريم دراسة مقدمة لنيل درجة الما جستير/ياسر محمد عيسى
ومنها : ألآثار التربوية والدعوية من خلال ضرب الأمثال في القرآن الكريم مذكرة مقدمة لنيل درجة  شهادة الما جستير في العلوم الإسلامية/ عبد الله بن شية .
ومنها : دراسة بعنوان : الأمثال في القرآن الكريم / محمد جابر الفياض (1993م) .
ومنها: درسة بعنوان : أمثال الهدى والضلال في القرآن الكريم.
وهذا البحث إن شاء الله هو باكورة الدراسات التي تُعنى بدراسة الفوائد التربوية من ضرب الأمثال المذكور في "سورة البقرة "
أولاً : الفصل التمهيدي
الإطارالعام للــدراســة

لقد جرى البحث - بعون الله وتوفيقه - على الخطة التالية:
المقدمة: وتكلمت فيها عن:
المبحث الأول:
 تحدثت فيه عن تعريف الأمثال  في القرآن الكريم وأهميتها وأغراضها .
المطلب الأول: مقدمات في مفهوم الفوائد وضرب الأمثال.
وفيه أربع مطالب:
- المطلب الأول: 
تعريف الفائدة وضرب والمثل والقرآن لغة واصطلاحا.
 -  المطلب الثاني : في المراد بضرب الأمثال.
 - المطلب الثالث: أهمية الأمثال القرآنية وأغراضها.
     المبحث الثاني : تحدثت فيه عن أمثال سورة البقرة  ودلالتها و شرح بعض النماذج وذكر الأهداف التربوية من خلال ضرب الأمثال .
وفيه ست مطالب :
المطلب الأول :الفوائد التربوية العقلية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم .  
المبطلب الثاني : الفوائد التربوية القلبية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم .
المطلب الثالث : الفوائد التربوية النفسية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم .
المطلب الرابع : الفوائد التربوية الجمالية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم .
المطلب الخامس: الفوائد التربوية الأخلاقية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم.
المطلب السادس : الفوائد التربوية الأجتماعية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم
أما الخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج مع التوصيات .

الفهارس:  وتشتمل على ما يلي: فهرس الآيات، وفهرس الأحاديث، وفهرس تراجم الأعلام، وقائمة المصادر والمراجع.
وبعد : فإني أحمد الله وأشكره أولا وآخرا وظاهرا وباطنا على تيسيره وتسهيله , وأسأل الله المزيد من عونه وتوفيقه .
  هذا وقد بذلت جهدي وطاقتي الضعيفة القاصرة، ولم آلُ جهداً، وأرجو أن أكون قد وفقت للصواب. ألا وإنّ الله متفرد سبحانه بالكمال، وحكَم على البشر بالعجز والقصور وذلك سارٍ على كل إنسان، فلا يسلم أحد من الخطإ إلا مَن عصمه الرحمن.
وحسبي أني اجتهدت في تحري الحق ولم أتعمد الخطأ.
فما كان فيه من صواب فمن الله وله الحمد، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان واستغفر الله.
  وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين .



المبحث الأول:
  تعريف الأمثال في  في القرآن الكريم وذكرأهميتها وأغراضها
المطلب الأول : تعريف الأمثال في  في القرآن الكريم :
تعريف المثل لغة : المَثَل في دلالته اللغوية الأصلية يعني (المشابهة) بين شيء وشيء، ولكن لفظ (الَمَثل) أوسع من لفظ (التشبيه). يقول الراغب الأصبهاني: ((المَثَل عبارة عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني أيَّ معنًى كان، وهو أعمُّ الألفاظ الموضوعة للمشابهة))([1]).
ويرى الزمخشري أن (المَثَل) يعني ((النظير، يقال: مِثْلٌ ومَثَلٌ ومَثيل، كشِبْهٍ وشَبَهٍ وشَبيه، ثم قيلَ للقول السائر الممَثَّل مضرِبُهُ بمورده: مَثَل... وقد استعير المَثَلُ للقصة أو الصفة، إذا كان لها شأن، وفيها غرابة))([2]).
وهذا ما ذهب إليه ابن منظور، إذ عَدَّ المَثَلَ والمِثْلَ بمعنًى واحد، ويُراد بهما المساواة في المشابهة. يقول: ((مِثل كلمة تسوية، يقال : هذا مِثْلُه، كما يقال: شِبْهُهُ وشَبَهُه، بمعنى. والمَثَلُ: الشيء الذي يُضرب لشيءٍ مَثَلاً فيُجعل مِثْلَه))([3]).

ذكرالأمثال التي وردت في سورة البقرة
"
1) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنّا وَإِذَا خَلَوْا إِلى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون * اللهُ يَسْتَهْزِىَُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُون * أُولئِكَ الَّذينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالهُدَى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدين * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوقَدَ نَاراً فَلَمّا أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمّ بُكمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُون ) الآية :    "
"
   2)أَوْ كَصَيّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلّ شَىْءٍ قَدِير) الآية :

"
3) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَانَّ مِنَ الحِجارَة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاََنْهارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُون ) الآية :
"
  4  وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ 
"
5) مَثَلُ الّذينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ في سَبيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنْبُلَةٍ مائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم *الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ في سَبِيلِ اللهِ ثُمّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا منّاً وَلا أَذى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون * قَولٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِىّ حَليم "
"
6) يَا أَيُّها الّذِينَ آمَنوا لا تُبطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنّ وَالاََذى كَالّذى يُنْفِقُ مَالَهُ رئَاءَ النّاسِ وَلا يُوَْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصَابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُون َعَلى شيءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي القَومَ الكَافِرِين"
"
7) وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغاءَ مَرضَاتِ اللهِ وَتَثْبيتاً مِنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَين فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
"
8) أَيَوَّدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاََنْهارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلّ الثَّمَراتِ وَأَصابهُ الكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون"
"
9) الّذينَ يَأْكُلُونَ الرّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ المَسِّ ذلِكَ بأنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرّبوا وَأَحَلَّ اللهُ البيعَ وَحَرَّمَ الرّبوا فَمَنْ جاءَهُ مَوعِظَةٌ مِنْ رَبّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ "
المطلب الثاني : أهمية الأمثال في القرآن الكريم :
     ومعرفة أمثال القرآن مهمة جدا، ولابد منها للعالم المجتهد، والقارئ المعتبر، فقد أخرج البيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن القرآن نزل على خمسة أوجه: حلال وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال».
وقال الماوردي: من أعظم علم القرآن علم أمثاله. وقد عده الشافعي مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن فقال: ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدوالّ على طاعته، المبينة لاجتناب معصيته.
ويوضّح عبد القاهر الجرجاني أهمية الأمثال في إبراز المعاني فيقول: (واعلم أن مما اتفق العقلاء عليه أن التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني، أو أبرزت هي باختصار في معرضه، ونقلت عن صورها الأصلية إلى صورته، كساها أبهة، وأكسبها منقبة، ورفع من أقدارها، وشبّ من نارها.. فإن كان مدحا كان أبهى وأفخم.. وإن كان اعتذارا كان إلى القبول أقرب وللقلوب أخلب، وإن كان وعظا كان أشفى للصدر وأدعى إلى الفكر.. ) .
المطلب الثالث: أغراض الأمثال في القرآن الكريم:
وخلاصة هذا المطلب:
أن الأمثال القرآنية ضُربت لأغراض متعددة من أهمها:
1 - بيان الممثَّل له وتقريب صورته إلى ذهن المخاطبين.
2 - إقامة الدليل القاطع والبرهان الساطع على القضية المرادة.
3 - الإقناع بحسن الأمر الممثَّل له، بإبراز محاسنه ومزاياه أو الإقناع بقبحه وفساده، بإبراز مساويه وخزاياه.
4 - الدلالة على كثير من الحكم والفوائد العلمية.
5 - التربية بإبراز النماذج الخيِّرة الصالحة، وبيان أعمالهم وأحوالهم وما آل إليه مصيرهم في الدنيا، وما سيصيرون إليه في الآخرة، لتكون قدوة يُرغَّب ويُحثُّ على الاقتداء بهم، وإبراز النماذج الشريرة الضالة، وتجلية صفاتهم وأعمالهم وكيف كانت عاقبتهم، ليُحذر منهم ومن طريقهم.
6 - أن أمثال القرآن تعين على تعبير الرؤيا، وكل ما كان الإِنسان بها أعرف كان على تعبير الرؤيا أقدر.
كما تبين أن الأمثال القرآنية بهذه الأغراض المتعددة أصبحت من الأسباب الهامّة للهداية - واللَّه أعلم
  إن المتكلم الفصيح الذي يلجأ إلى الأساليب غير المباشرة - ومنها الأمثال - في وصف وبيان ما يريد، إنما يفعل ذلك لحكمة وغرض معين.
  وقد جمع الأغراض التي تضرب لأجلها أمثال القرآن الكريم الإمام بدر الدين الزركشي بقوله:
"وضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة: التذكير، والوعظ، والحث، والزجر، والاعتبار، والتقرير وترتيب المراد للعقل، وتصويره في صورة المحسوس..
فهذه هي الأغراض الأساسية التي ضربت من أجلها الأمثال القرآنية، وقد يضرب المثل لأكثر من غرض، وسأقدم فيما يلي شرحاً موجزاً لكل غرض من هذه الأغراض:
أولاً: ضرب المثل لإيضاح المراد وتقريبه للمخاطب.
  ومن أمثلة هذا النوع ضرب المثال لما يكون في الجنة من النعيم المادي المحسوس الذي ليس بمقدور المخاطَبين إدراكه بحواسهم فيقربه اللَّه بمثال محسوس لهم.
قال تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}(1) ونحوها،
ثانياً: إقامة الحجة والبرهان.
يحتاج دعاة الهدى إلى مجادلة المخالفين، لبيان الحق والإقناع به وبيان محاسنه، وكشف الباطل وبيان قبائحه.
فتارة يقدمون أدلة برهانية وحججاً تفيد اليقين لمن تأملها، وتفكر بها على القضية المطروحة.
وتارة يقدمون أدلة تبين محاسن الحق وفضائله، وقبح الباطل ومخازيه، وآثاره السيئة على معتنقيه، مما يقنع المخاطب ويقربه من الحق، أو ينفره من الباطل.
والأمثال لها دور بارز في هذين المضمارين.
ومن الأمثال التي تُضرب لإقامة الحجة والبرهان على إِمكان البعث بعد الموت، ما ورد في قوله تعالى:
{إِنّ مَثَلَ عِيسَىَ عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}(4).
ثالثاً: ضرب الأمثال لغرض الإقناع بذكر محاسن الحق والترغيب فيه، وذكر قبائح الباطل والتنفير منه.
هذا الغرض قد استأثر بحظ وافر من أمثال القرآن الكريم، فكثير من الناس قد ينخدع بظاهر الأمر دون أن يسبر غوره، ويتعرف على خفاياه، فإذا كشفت له تلك المساوئ المستورة ومثلت له بمثال معقول مطابق، اقتنع به واستدل به على الحكم الصحيح الذي يجب أن يصير إليه من معرفة حقيقة ذلك الأمر، وعدم الانخداع بظواهره الخلابة.
__________
(1) سورة ق الآيات رقم (9-11).
(2) سورة الحج الآية رقم (73).
(3) سورة الأعراف الآية رقم (194).
(4) سورة آل عمران الآية رقم (59).
ومن الأمثال التي تهدف إلى الإِقناع بالحق عن طريق ذكر محاسنه ومزاياه ما ورد لتصوير حال الموحد من اطمئنان نفسه ووضوح الرؤية لديه، وثباته على الصراط المستقيم، واستمساكه بالعروة الوثقى، كما في قوله تعالى:  {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّمَآءِ تُؤْتِيَ أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأمْثَالَ لِلنّاسِ

__________
(1) سورة البقرة الآية رقم (256).
(2) سورة إبراهيم الآية رقم (24، 25).
ومنها قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاّ يُبْصِرُونَ صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ أَوْ كَصَيّبٍ مّنَ السّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِيَ آذَانِهِم مّنَ الصّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ...}(1) الآية.
رابعاً: الدلالة على كثير من الفوائد العلمية والحكم.
__________
(1) سورة الأعراف الآيتان رقم (175، 176).
(2) سورة الفتح الآية رقم (29).
(3) سورة التحريم الآية رقم (10).
تشتمل الأمثال على كثير من الفوائد العلمية، في جوانب كثيرة منها العقائد وهي أكثرها، والأحكام الشرعية، قال الزركشي:
"فإِن آيات القصص والأمثال وغيرها، يستنبط منها كثير من الأحكام..."(1).
والحكم والعبر، وبعض الحقائق العلمية في الأمور الدنيوية، والظواهر الكونية وغير ذلك.
وسوف يأتي تفصيل الفوائد المتعلقة بكل مثل بعد دراسته إن شاء اللَّه.
خامساً: التربية بإبراز القدوة الحسنة، والحث على الاقتداء بها، والتنفير من ضدها:
"الأمثال من أفضل السبل للتربية، وتقويم المسالك، وإصلاح النفوس، وصقل الضمائر، وتهذيب الأخلاق، وتنمية الفضائل السامية"(2).
ويكون ذلك بتقديم النماذج البشرية الصالحة والنماذج البشرية الطالحة، بقصد توجيه النفوس المخاطبة إلى الاقتداء بالصالحين وتنفيرها من الطالحين.
قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنّ الّذِينَ كَفَرُواْ اتّبَعُواْ الْبَاطِلَ وَأَنّ الّذِينَ آمَنُواْ اتّبَعُواْ الْحَقّ مِن رّبّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ لِلنّاسِ أَمْثَالَهُمْ}(3).
سادساً: أمثال القرآن أصول وقواعد لعلم تعبير الرؤيا:
قال ابن القيم - رحمه اللَّه-: "وبالجملة فما تقدم من أمثال القرآن كلها أصول وقواعد لعلم التعبير لمن أحسن الاستدلال بها، وكذلك من فهم القرآن فإِنه يعبر به الرؤيا أحسن تعبير، وأصول التعبير الصحيحة إنما أخذت من مشكاةالقرآن"(5).
والضمائر في قوله: {يُضِلّ بِهِ كَثِيراً} وقوله: {وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً}، وقوله: {وَمَا يُضِلّ بِهِ إِلاّ الْفَاسِقِينَ}، تعود على المثل في قوله: {إِنّ اللّهَ لاَ يَسْتَحْيي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مّا..}، قال ابن جرير - رحمه اللَّه -: "يعني بقوله جل وعز: {يُضِلّ بِهِ كَثِيراً}، يضل اللَّه به كثيراً من خلقه، والهاء في {بِهِ} من ذكر المثل، وهذا خبر من اللَّه جل ثناؤه مبتدأ، ومعنى الكلام: أن اللَّه يضل بالمثل الذي يضربه كثيراً من أهل النفاق والكفر"(2)..
__________
(1) سورة البقرة (26).
(2) جامع البيان، (1/218).
(3) انظر: جامع البيان، (1/218)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، (1/65).
(4) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (1/65).
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه اللَّه -:
"فهذه حال المؤمنين والكافرين، عند نزول الآيات القرآنية.
قال تعالى: {وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مّن يَقُولُ أَيّكُمْ زَادَتْهُ هََذِهِ إِيمَاناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىَ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ}(1).
فلا أعظم نعمة على العباد من نزول الآيات القرآنية.
ومع هذا تكون لقوم محنة، وحيرة، وضلالة، وزيادة شر إلى شرهم، ولقوم منحة، ورحمة، وزيادة خير إلى خيرهم.
فسبحان من فاوت بين عباده، وانفرد بالهداية والإِضلال.
ثم ذكر حكمته وعدله في إضلال من يضل، فقال تعالى: {وَمَا يُضِلّ بِهِ إِلاّ الْفَاسِقِينَ}(2)، أي الخارجين عن طاعة اللَّه، المعاندين لرسل اللَّه، الذين صار الفسق وصفهم، فلا يبتغون به بدلاً.
فاقتضت حكمته تعالى إضلالهم، لعدم صلاحيتهم للهدى، كما اقتضت حكمته وفضله، هداية من اتصف بالإِيمان، وتحلى بالأعمال الصالحة"(3).
والذين هداهم اللَّه بالأمثال هم الذين تفكروا بها تفكراً صحيحاً على نهج وفهم السلف الصالح، ومقتضى مدلولات اللغة، والنظر السليم في صورة الممثَّل به، وسلمت فطرهم، وعقولهم من الانحراف، فهدتهم إلى الحق وبينت لهم مراد اللَّه، واهتدوا بها فزادهم اللَّه هداية وإِيماناً.
أما الفاسقون الذين يضلهم اللَّه لعدم انتفاعهم بالأمثال فهم صنفان:
صنف أعرض عنها فلا يتعلمها، ولا ينتفع بها، وفي المقابل استمسك بالظنون، وهوى النفوس، وضرب لنفسه أو ضُرب له أمثال من الباطل يسوغ بها ما هو عليه من الضلال والجهل.
وصنف آخر أقبل على أمثال القرآن، ومال بمعانيها وحرَّفها لتوافق
__________
(1) سورة التوبة الآيتان رقم (124، 125).
(2) سورة البقرة الآية رقم (26).
(3) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (1/66).
أهم أهداف الأمثال القرآنية المطلب الرابع :
 الأهداف الإعتقادية .1  
أ- البرهان على وجوب توحيد الله بالعبادة .
ب- البرهان على البعث والحشر والحساب .
 
الأهداف السلوكية : وسيأتي تعدادها إن شاء الله في أهمية المثل في التربية .2  
 
أهداف عامة  .3  
أ- صرف الناس عن الجدل بالباطل إلى تأييد الحق 
ب- التذكير بسنن الله في الأمم الماضية لأخذ العبرة منها 
ج-الترغيب في الجنة والعمل الصالح المؤدي إليها)
 
الأهداف التربوية العامة ،وتشمل.1  
أ- تعرية الباطل و تزييفه ، وفضح مواقفه
ب- توضيح الحق وتثبيته ، وإقامة حججه وبراهينه
ج- التحذير من عاقبة كفر النعمة ، وبطر المعيشة
د- استخلاص سنن الله تعالى في الكون والحياة والإنسان
 
الأهداف التربوية الخاصة ، ومن أهمها.2 
أ- تقريب الحقائق الغيبية للأذهان  
ب- تصوير الحقائق الإيمانية المجردة بصورة محسوسة
ج- ربط عالم الشهادة بعالم الغيب
د- فضح تناقض المشركين والمنافقين في مواقفهم
هـ – تقرير حقائق للترغيب بها ، أو التنفير منها
و- تفاهة مواقف الكافرين من الحقائق الكبرى
من خصائص الأمثال القرآنية وإعجازها :
أ- الجمع بين الحكم والحكمة مثال { لا إكراه في الدين })
ب- الجمع بين معان متفاوتة ، كلها صحيحة مقبولة مثال
{ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } 
ج- إيجاز اللفظ ، وإعجاز المعنى مثال { وأحضرت الأنفس الشح })
د- جوامع الكلم تتناسب مع تفاوت الأفهام البشرية وتنوع إدراكاتها مثال:
{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن })  
هـ- دقة التصوير مع إبراز العناصر المهمة من الصورة التمثيلية
و- التصوير المتحرك الحي الناطق ،ذو الأبعاد المكانية والزمانية والذي تبرز فيه المشاعر النفسية والوجدانية والحركات الفكرية للعناصر الحية في الصورة
ز- صدق المماثلة بين المثل والممثل له
ح- التنويع في عرض الأمثال ، مرة بالعرض المفاجئ وبالتمثيل البسيط وأخرى بالتمثيل المركب الذي يطابق كل جزء منه جزءا من الممثل له ، وأخرى بالتمثيل المركب الذي ينتزع منه وجه الشبه بنظرة كلية عامة وغير ذلك من فنون القول وأساليبه
ط- البناء على المثل والحكم عليه كأنه عين الممثل له ، على اعتبار أن المثل قد كان وسيلة لإحضار صورة الممثل له في ذهن المخاطب ونفسه ، وإن حضرت صورة الممثل له ولو تقديرا ، فالبيان البليغ يستدعي تجاوز الممثل ، ومتابعة الكلام عن الممثل له ، وتسقط صورة المثل لتبرز القضايا المقصودة
ي- كثيرا ما يحذف من المثل القرآني مقاطع من الصورة التمثيلية ، اعتمادا على ذكاء أهل الاستنباط ، إذ باستطاعتهم أن يتصوروا في أذهانهم كامل الصورة ويتموا ما حذف منها
المبحث الثاني:الفوائد التربوية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم ,  :

المطلب الأول :الفوائد التربوية العقلية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم   

1 . تحكيم العقل يوصل إلى الإيمان . قال تعالى :( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوقَدَ نَاراً فَلَمّا أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمّ بُكمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُون )
2 . السمع والبصر والفؤاد هي أدوات تحقيق كمال العقلي , قال تعلى : (صُمّ بُكمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُون ) .
3 . الإقناء بامحسوس أبلغ , قال تعالى : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) ) .
4 . العقل هو جوهر الإنسان ومحط التكليف , قال تعالى : ("وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ".171
المطلب الثاني : الفوائد التربوية القلبية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم :
1 . النفاق أخطر الأمراض القلبية, قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17).
2 . المؤمنون تطمئن قلوبهم إلى عظمة الخلق بالتفكر في أضعف الخلق , فال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26).
3 . إقران العمل بالنية يضمن نتائج إيجابية , قال تعالى :( وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغاءَ مَرضَاتِ اللهِ وَتَثْبيتاً مِنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَين فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "265
4 . القلب يلين باذكر والإيمان ويقسو بدونهما , قال تعالى : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَانَّ مِنَ الحِجارَة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاََنْهارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُون "74
المطلب الثالث : الفوائد التربوية النفسية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم :
1 . الكبر على الحق يذوي عن فقدان النعمة والشعور بالضيق النفسي , قال تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمّ بُكمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُون ) .
2 . النفاق يولد الحيرة والإضطراب والقلق النفسي , قال تعالى : (وْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20).
3 . الابتلاء ات تزيد نفس المؤمن إطمئنا نا وثقل المنافق , قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26).
4 . الكافر الذي ينعق بما لا يسمع فيحقر نفسه , قال تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)  
5 .  الانفاق ف سبيل الله تطهير وتزكية للنفس , وكرهه دليل على مرض النفس , قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) .
6 . الانفاق ف سبيل الله وترك اتباعها بالمن والأذى تثبيت لطاعة الإنفاق في النفس , قال تعالى : وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) ) .
7. ذكر الموةت يولد في نفس الكافر خوفا منه , قال تعالى : (أَوْ كَصَيّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالكَافِرِينَ ).
8. فقدا السمع والبصر يقلق النفس , قال تعالى : (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلّ شَىْءٍ قَدِير)   
المطلب الرابع : الفوائد التربوية الجمالية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم :
1 – 3 . البصر , والسمع , والكلام , من جماليات خلقة الإلهية لو وظفت كما أرد لها الله , قال تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18).
4 . الحب ليكسو الأرض لوحة جمالية تسر المنتفع والناظر ,قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) .
5-6 . الأنفاق في سبيل الله ببناء المدارس والمساجد والمستشفيات يظهر جمال النفس الإنسانية , قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) .
7 . تنوع الحجارة في أشكالها وألوانها يضفي على استعمالاتها جما لا , قال تعالى : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَانَّ مِنَ الحِجارَة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاََنْهارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُون "74 (
المطلب الخامس: الفوائد التربوية الأخلاقية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم :
1-2 . العلم بالشرع في يقي الإنسان من الوقوع في المحرمات ومزالق الشيطان , ويستنير به في التخلق بالأخلاق الحميدة , والمعملات الإنسانية , قال تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) .
3-4 . الحياء من خلق المؤمن , وهو دليل حياة قلبه ,  قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26).
5 -8.  يتصف المؤمن بسماع الحق , والخضوع له , والنطق به , ويطلق بصره للاتعاظ  والعبرة من آيات الله , قال تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ".171
9 . وجب على الإنسان حينما ينفق ماله في سبيل الله أن يتأدب با لآداب التي حددها الله تعالى , قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) .
10 . المن بالعطاء مرض خلقي فيه هلاك للصدقات , قال تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) .
11 . توطين النفس على الالتزام الأوامر الإلهية فيه تثبيت للنفس على الأخلاق , قال تعالى : وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) ) .
المطلب السادس : الفوائد التربوية الأجتماعية المستنبطة من أمثال القرآن الكريم :
حذر إتباع قليدالأسلاف المروثة ,وعاداتهم المؤلوفة , ان تعارضت مع الهدى , أو أن ينكث على عقبيه إن أصابته مصيبة أهلكت ماله وولده , , قال تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18).
3 . فضل الجماعة , وأهميتها , في حماية الفرد وتغذيته روحيا , , قال تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17).
4 . توثيق الإنسان الصلة بأخيه الإنسان بالإنفاق على المحتاج منهم , والتعاون مع الآخرين , قال تعالى : وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) ) .
5 . الإنفاق فيه تزكية لحياة الجماعة المسلمة , وإصلاح لها وتنمه , قال تعالى : وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) ) .

الخاتمة
بعد هذه المسيرة الممتعة المباركة - إن شاء الله تعالى - لما تم بحثه من الأمثال، والآيات المتعلقة بها، والتي جرت دراستها - بحمد الله - في ثلاثة أبواب، أختم هذه الدراسة بذكر أهم النتائج التي أنجزت فيها، وتوصيات تتعلق بالأمثال. أهم النتائج: تحقق بهذا البحث - بفضل الله –

هذا وفي الختام أحمد الله عودا على بدء، فله الحمد أولاً وآخراً، وله الحمد فبنعمته تتم الصالحات.
واستغفر الله من الخطإ والزلل، وأسأله القبول لصالح العمل.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
   




[1] - الأصبهاني، الراغب: المفردات في غريب القرآن، تح: محمد كيلاني، مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، 1961، ص 462.
[2] - الزمخشري: الكشّاف، ج 1 ، مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، 1972، ص 195.
[3] - ابن منظور: لسان العرب، مادّة (مثل).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق